قضايا سياسية

أسباب تأجيل إسرائيل الإجتياح البري لغزة؟

أكدت إسرائيل تأجيل الاجتياح الإسرائيلي على غزة، حتى الأسبوع المقبل، بسبب سوء الأحوال الجوية.

أفادت عدة وسائل إعلام غربية نقلاً عن مسؤولين إسرائيليون إنه كان من المقرر أن يبدأ الغزو البري على غزة، لكنه تأجل بسبب سوء الأحوال الجوية الذي يعيق الغطاء الجوي.

وأشارت أن تراكم الغيوم يصعّب مهمة الطيران الحربي والطائرات المسيّرة، في توفير الغطاء الجوي للقوات البرية.

ويعتبر المسؤولون الاسرائليون أن هذا التأجيل يمنح الفلسطينيون الذين يعيشون في القطاع المكتظ بالسكان، مزيدا من الوقت للنجاة بأنفسهم.

و قال الناطق بإسم الجيش الإسرائيلي، الكولونيل اللفتنانت جوناثان كونريكوس، لشبكة “سي أن أن” إن إسرائيل لن تبدأ “عمليات عسكرية كبيرة في غزة إلا بعد إجلاء جميع المدنيين.

وأكد كونريكوس أنه “من المهم أن يعرف الناس في غزة كم كنا كرماء معهم للغاية، فيما يتعلق بإمهالهم الوقت”.

وأضاف “لقد قدمنا تحذيرًا كافيًا لأكثر من 25 ساعة”، ويتعين على سكان غزة أن يفهموا ” أن هذا الوقت المناسب للمغادرة.”

ووجه كونريكوس رسالة لسكان غزة قائلاً : “خذو أمتعتكم، واتجهوا جنوبًا، حافظوا على حياتكم، ولا تقعوا في الفخ الذي تنصبه لكم حماس”.

في المقابل، حذرت قيادة حماس السكان من سياسة التهجير وتكرار سيناريو النكبة، وطلبت منهم الصمود والبقاء في أماكنهم.

كما أنه يوجد موقف عربي قوي رافض للتهجير، وعلى رأسه مصر، التي أعربت عن عدم موافقتها استقبال أي مهجر فلسطيني على أرضها.

ويرى بعض المراقبين أن خطة إسرائيل في ممارسة سياسة الأرض المحروقة ضد قطاع غزة، وتشديد الحصار على السكان وحرمانهم من المساعدات، من أجل تهجير هم، لم تنجح.

كان الجانب الإسرائيلي يراهن على مغادرة السكان، لكي يتسنى له تدمير غزة عبر القصف المكثف، قبل أن تشرع القوات في العملية البرية.

وفي ظل فشل هذه الخطة، تبدو أفق العملية العسكرية الإسرائيلية محفوفة بالمخاطر، لأن الحرب في قطاع غزة قد تكون مكلفة. و يمكن لإسرائيل أن تحدد بدايتها، لكن من الصعب التنبّؤ بنهايتها.

وسيتحتم على إسرائيل أن تدخل كل منزل وكل شارع بأعداد ضخمة للغاية وعتاد كبير، لكي تتمكن من السيطرة على القطاع، وهذا قد يجعل المواجهة شرسة للغاية، ما يعني نتائج كارثية للإسرائيليين والفلسطينيين معآ.

ويجمع الخبراء العسكريون أن حرب المدن مقبر الجيوش النظامية.وحتى إن انخرطت الولايات المتحدة في الحرب إلى جانب إسرائيل، فمن الصعب جداً السيطرة على القطاع دون خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.

كما أن ثمة خشية من أن تتسع رقعة الصراع في المنطقة، خاصةً في الجبهة الشمالية مع حزب الله في لبنان وسوريا.

وقد أشار موقع أكسيوس عن مصادر مطلعة أن إيران بعثت رسالة إلى إسرائيل، السبت الماضي، تؤكد فيها أنها لا تريد المزيد من التصعيد بين حماس وإسرائيل، وإلا سيتعين عليها التدخل، إذا استمرت العملية الإسرائيلية في غزة.

من غير المستبعد أن يكون تبرير الجانب الإسرائيلي تأجيل الاجتياح البري لغزة، تحت ذريعة الأحوال الجوية، دليل على فشل الخطة. وتبدو البدائل المتاحة أمام تل أبيب ضئيلة جداً.