شدد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الثلاثاء، في خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، .في دورتها 78، الحاجة إلى إنهاء ظاهرة الاستعمار
وأعرب عن تطلع بلاده إلى تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية بصفتها آخر مستعمرة في أفريقيا.
وقال ” لا يزال شعب بأكمله في الصحراء الغربية محروما من حقه الأساسي في تقرير المصير عبر استفتاء حر ونزيه يتوافق مع خطة التسوية الأممية الأفريقية التي اعتمدها مجلس الأمن في 1991 ووافق عليها الطرفان، والتي تظل تنتظر التطبيق”.
وحذر من ما أسماه “خلق شرعية من لا شرعية”، وهي إشارة إلى المجتمع الدولي أنه لا يمكن محاولة شرعنة احتلال المغرب للصحراء الغربية أو فرض سياسة أمر الواقع.
وأضاف الرئيس أنه تقع على عاتق الأمم المتحدة صون مصداقيتها عن طريق تنفيذ قراراتها، مما يساهم في الحفاظ على هيبتها.
وأعرب عن دعم الجزائر لمجهودات الأمين العام للأمم المتحدة، ومبعوثه الشخصي، في مساعي إعادة إحياء مسار المفاوضات، من أجل تنظيم استفتاء يسمح بتقرير مصير شعب الصحراء الغربية، طبقا لقرارات مجلس الأمن.
ومنذ 2018، تعطل مسار المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو، عقب إستقالة المبعوث السابق للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية الألماني هورست كوهلر. ولم يتمكن المبعوث الجديد، ستيفان دي مستورا، الذي عين في أكتوبر 2021، و زار المنطقة عدة مرات، من إعادة إحياء المفاوضات المعطلة.
وكانت الجزائر قد وجهت، العام الماضي، رسالة إلى مجلس الأمن ترفض فيها صيغة الطاولة المستديرة. وتصر الرباط على تمسكها بهذه الصيغة كشرط للانخراط في أية مفاوضات مستقبلية.
وترى الجزائر أن صيغة الطاولة المستديرة التي تضم المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا، ترمي إلى جرها أن تكون طرفا معنيا بالنزاع، في حين أنها مجرد طرف مراقب. وترى أن المغرب يحاول أن يحصر جوهر النزاع في الصحراء الغربية كمسألة خلافية بينهما الإثنين.
وكان مجلس الأمن قد جدد في قراره رقم 2654 الصادر أكتوبر الماضي، بخصوص الصحراء الغربية، اعتماده صيغة الطاولة المستديرة. وهذا من شأنه أن يشكل عقبة كأداء أمام مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام ستيفان دي مستورا في بعث أية مفاوضات، ما دامت الأطراف المعنية والمهتمة ترفضها.
يري بعض المراقبين ضرورة تصحيح مسار الأمم المتحدة المنحرف بخصوص قضية الصحراء الغربية، ومراجعة المفاهيم التي أصبحت تميل إلى الغموض والتناقض، إذا ما توفرت نية حقيقية لدى أعضاء مجلس الأمن في إعادة بعث مسار المفاوضات والتوصل إلى حل نهائي.
تتأهب الجزائر لتبوء مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن مطلع شهر يناير، وتحرص على حل الأزمات عوضا عن تركها مجمدة.
وشدد الرئيس تبون أن بلاده “ستنضم إلى مجلس الأمن حاملة لآمال شعوب القارة الأفريقية والمنطقة العربية”.
وفي سبيل ذلك، تسعى الجزائر إلى تكريس جهودها و خبرتها الطويلة، والمشهود بها، في مجال الوساطة وتغليب التسوية السلمية للنزاعات.