تستضيف المملكة العربية السعودية قمة الشراكة الإستراتيجية الخامسة بين جامعة الدول العربية والإتحاد الإفريقي ، ما بين 10 و 11 نوفمبر المقبل.
وتسعى الرياض إلى عقد قمتين متزامنتين؛ قمة الشراكة الإستراتيجية بين جامعة الدول العربية والإتحاد الإفريقي، وقمة ثنائية تعد الأولى من نوعها بين السعودية وأفريقيا.
ويرى بعض المراقبين حرص المملكة السعودية على تكثيف أنشطتها السياسية، لإبراز مكانتها كفاعل إقليمي، خاصةً في ظل التنافس مع إيران، التي يتعاظم دورها في منطقة الشرق الأوسط، و أهميتها فما يجري حالياً بين إسرائيل وفلسطين.
وكانت الرياض قد وجهت دعوة إلى العديد من الزعماء الأفارقة من بينهم رئيس بوركينافاسو الجنرال إبراهيم تراوري لحضور القمة، و”رئيس” السودان الحالي عبد الفتاح البرهان، وهما بلدان مجمدة عضويتها في الإتحاد الإفريقي. تحظى الخرطوم بعضوية مزدوجة في الإتحاد الإفريقي وجامعة الدولي العربية.
ومن المرجح أن تقتصر مشاركة الدول الأفريقية المجمدة عضويتهم في الإتحاد الإفريقي، على القمة الثنائية التي تجمع بين السعودية وأفريقيا.
وتأجلت القمة الخامسة مرتين عامي 2019 و 2020، لعدة أسباب، كان آخرها اعتراض الإتحاد الإفريقي على تحديد أجندة القمة وتاريخها من جانب الرياض، دون التشاور والتنسيق مع مفوضية الإتحاد الأفريقى.
وانعقدت أول قمة للشراكة بين الجامعة العربية والإتحاد الإفريقي بالقاهرة عام 2017. واجريت القمة الثانية في سرت الليبية عام 2010، و في الكويت عام 2013، فيما انعقدت القمة الرابعة في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية عام 2016.
الجمهورية الصحراوية الغائب الحاضر في قمة ملابو
شهدت قمة إفريقيا والإتحاد الإفريقي المنعقدة بغينيا الاستوائية عام 2016، مشادات بسبب اعتراض المغرب على وجود مقعد الجمهورية الصحراوية وعلمها داخل القاعة.
و امتنعت العديد من الدول الأفريقية عن إزالة شارة الجمهورية الصحراوية من الإجتماع، مما أدى بالمغرب إلى الإنسحاب من القمة.
وسارعت دول عربية أخرى إلى الإنسحاب دعماً للرباط، من بينها البحرين والسعودية والإمارات وقطر واليمن وسلطنة عمان والصومال، لكن لم يؤثر ذلك على سير أعمال القمة. وباءت محاولات المغرب لتعطيلها بالفشل.
وظلت الجمهورية الصحراوية، لعدة سنوات،تمتنع بمحض إرادتها، عن المشاركة في قمم الشراكة بين الإتحاد الإفريقي والمنظمات النظيرة، مراعاة لمصلحة الاصدقاء الأفارقة، لكي لا تفشل عندهم القمم.
وبعد إنضمام المغرب للإتحاد الأفريقي في يناير 2017، اتبعت الجمهورية الصحراوية نهجاً مغايراً، بالسعي إلى المشاركة في جميع قمم الشراكة الإستراتيجية.
ونشبت معارك ضارية على مستوى المنظمة بخصوص المشاركة في قمم الشراكة، تمخض عنها تأكيد منظمة الإتحاد الأفريقي في قمتها الثالثة والثلاثون المنعقدة بأديس أبابا، على حضور كافة الدول الأعضاء بالإتحاد في أية قمة إفريقية للشراكة الإستراتيجية مع المنظمات الدولية النظيرة.
مشاركة الجمهورية الصحراوية في قمة الإتحاد الأفريقي والجامعة العربية
يحق لجميع الدول الأعضاء في الإتحاد الإفريقي المشاركة في قمة الشراكة الإستراتيجية التي تربط الإتحاد الإفريقي و الجامعة العربية.
وسبق للجمهورية الصحراوية أن شاركت في قمم الشراكة الإستراتيجية التي جمعت بين الإتحاد الإفريقي والإتحاد الأوروبي في بروكسل 2022، وقمة تيكاد 8 مع اليابان المنعقدة بتونس أغسطس 2022، من بين قمم أخرى.
ومن المتوقع أن تشارك الجمهورية الصحراوية في قمة الإتحاد الإفريقي والجامعة العربية، المزمع عقدها شهر نوفمبر بالرياض.
في الوقت نفسه، قد لا تشارك الجمهورية الصحراوية في القمة التي تجمع بين السعودية وأفريقيا، لأن هذه القمة، لا تاخذ طابع الشراكة الإستراتيجية، وتشرف عليها الرياض، وهي المخول لها حصرياً إستدعاء الدول.
وقد يكون المغزى من وراء عقد السعودية قمتين في قمة، تفادي لسيناريو ملابو، بحيث قد تبدي بعض الدول اعتراضها على مشاركة الجمهورية الصحراوية، أو تبدأ في الإنسحاب، مما قد يفشل القمة .
وتراهن السعودية على نجاح القمة البديلة، وهي الأولى من نوعها مع أفريقيا، في حالة ما إذا فشلت قمة الشراكة الخامسة مع الإتحاد الأفريقي.