قضايا سياسية

روسيا والموزمبيق تعتبران مشروع قرار الولايات المتحدة حول الصحراء الغربية غير متوازن

من المرتقب أن يصوت مجلس الأمن، يوم الاثنين المقبل، على مشروع قرار يقضي بتجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) لمدة عام آخر.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد وزعت مشروع قرارا بخصوص الصحراء الغربية على أعضاء مجلس الأمن يوم 20 أكتوبر، وجرى النقاش بشأنه في جلسات لاحقة.

وساندت فرنسا والغابون والإمارات العربية المتحدة مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية، ودعت إلى عدم إجراء أي تعديلات عليه.

من جهة أخرى، أبدت روسيا والموزمبيق مآخذ على مشروع القرار، واقترحتا إجراء تعديلات عليه، لكن لم تأخذها الولايات المتحدة الأمريكية بعين الإعتبار.

وقد وضعت الولايات المتحدة الأمريكية مشروع القرار باللون الأزرق، مما يعني أنه لم يعد قابل للتعديل. ويبدو أنها أضافت تعديل طفيف على قرار مجلس الأمن السابق رقم 2654، بشأن الصحراء الغربية.

ومن بين تلك التعديلات ترحيبها بعقد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستفان دي ميستورا، مشاورات غير رسمية مع المغرب، وجبهة البوليساريو، والجزائر، وموريتانيا، وكذلك مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية التي تضم: فرنسا وروسيا وإسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة

وكان الأمين العام غوتيريس أشار، مطلع أكتوبر، في تقريره الذي قدمه لمجلس الأمن، أن صيغة المشاورات غير الرسمية، تهدف إلى مناقشة الدروس المستفادة من العملية السياسية، وتعميق دراسة مواقف الطرفين، ومواصلة البحث عن “صيغ يتفق عليها الطرفان” لدفع العملية السياسية.

إقرأ أيضاً: قضية الصحراء الغربية قد تظل مجمدة داخل أروقة مجلس الأمن في ظل شبح الحرب في إسرائيل

ويبدو أن صيغة” المشاورات غير الرسمية”، التي يتبعها ديمستورا، قد تكون بديلاً مؤقتاً لصيغة الطاولة المستديرة التي ترفضها جبهة البوليساريو والجزائر. مع ذلك ، يبدو أن صيغة الطاولة المستديرة ما زالت واردة في القرار الجديد.

أبرز مأخذ روسيا والموزمبيق على مشروع القرار الإمريكي

ترى روسيا والموزمبيق أن مشروع القرار غير متوازن. ودعتا إلى التميز بشكل أكثر وضوحاً بين المغرب وجبهة البوليساريو كطرفين معنيين، و الجزائر وموريتانيا كبلدين مهتمين.

ويبدو أن الموزمبيق وروسيا اقترحتا أيضًا إدراج مفردات واضحة، تؤكد على ضرورة السماح للشعب الصحراوي بممارسة حقه في تقرير المصير من خلال تنظيم الإستفتاء.

كما اقترحت روسيا إدراج فقرة تدعو بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية إلى التنفيذ الكامل لمأموريتها بإجراء استفتاء.

وتبدي موسكو، منذ عدة سنوات، قلقها بشأن التمييع الذي طرأ على قرارات مجلس الأمن بخصوص مفهومي “الإستفتاء” و”تقرير المصير” في الصحراء الغربية.

وكانت روسيا والموزمبيق ترغبان أن يتضمن مشروع القرار إشارة إلى إسهامات جميع المبعوثين الشخصيين السابقين، بدلاً من التركيز على المبعوث السابق هورست كولر، وهو ما يبدو أنه يعطي إعتباراً أكبر لصيغة المائدة المستديرة.

وسبق أن اعترضت جبهة البوليساريو والجزائر على صيغة المائدة المستديرة، التي ترى أنها تهدف إلى إظهار النزاع باعتباره نزاعا إقليميا، بدلاً من “مشكل” قائم بين المغرب وجبهة البوليساريو.

وكانت هناك تكهنات، في الأشهر القليلة الماضية، من أن زيارة وفد أمريكي رفيع لمخيمات اللاجىين الصحراويين، ولقاءه بقيادة البوليساريو، و ما يشبه تقارب بين أمريكا والجزائر، من شأنه أن يصب في تغيرات على مستوى قرار مجلس الأمن.

من الواضح أن الحرب الجارية بين حركة المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، ألغت بظلالها على الوضع في المنطقة. وتحرص الولايات المتحدة الأمريكية على عدم اتساع رقعة الصراع، ودعم البلدان العربية في ذلك المسعى.

يُظهر الوضع في غزة حجم التضحيات التي ينبغي أن تقدمها الشعوب المستعمرة، لكي تحقق اهتماماً دوليا بقضاياها، وتحريك جهاز مجلس الأمن.

ويبقى المشهد في الصحراء الغربية، عقب إنهيار وقف إطلاق النار، مفتوحاً على كل الاحتمالات، إذ من شأن الأوضاع أن تتجه إلى التصعيد، الذي قدد يفاقم من الأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والساحل الأفريقي.