مقال مترجم من موقع هافينغتون، تحري خافيير هيرنانديز
ترجمة: القائد الناجم
تخفي شخصية ملك المغرب محمد السادس، المثيرة للجدل والصخب، و التي تتعرض لسيل هائل من الإنتقاد، وجها مألوفا لدى الكثيرين ومجهولاً لدى غالبية أخرى. و على الرغم من أن الجميع تقريبًا يمكن أن يتخيلوا ذلك، فإن العاهل المغربي هو أغنى رجل في بلاده، حيث يمتلك ثروة هائلة، جمعها من الميراث العائلي والملكي، ومن الاستحواذ على شركات الدولة.
و خلال الأيام القليلة الماضية، تعرضت صورة محمد السادس لأضرار جسيمة، بسبب تأخر طلب المساعدة الدولية وتواجده خارج البلاد-كان يمكث بباريس- بعد حدوث أكبر مأساة تعصف بالبلاد في العقود الأخيرة. فقد ضرب زلزال بحجم 7 درجات، مخلفا أكثر من 2100 قتيل و2400 جريح.
ورغم صعوبة معرفة حجم ثروة ملك المغرب على وجه اليقين، فمن المعروف أن 250 مليون أورو تُسحب سنويا من ميزانيات الدولة -رغم أنها لا تظهر مسجلة فيها- وتذهب مباشرة إلى العائلة المالكة.
فرنسا بلده المفضل
وبحسب العديد من وسائل الإعلام، من بينها “البورتال موندوبريرو”، فقد بلغت ثروة الملك عام 2015 حوالي 5 مليار دولار، وهو الأمر الذي لم تغفل عنه قائمة فوربس، التي وضعته في المركز الأول في قائمة أغنى أغنياء المغرب والشرق الأوسط، والخامس على مستوى أفريقيا.
ومن المعروف حاليًا أن لديه اثني عشر قصرًا في بلاده مجهزة ومؤهلة للسكن بالكامل في أي وقت يروق ذلك للملك. ويقدر أن هناك أكثر من ألف خادم تحت تصرفه، بالإضافة إلى مليون يورو من الصيانة اليومية.
من ناحية أخرى، يمتلك العاهل المغربي في فرنسا قصرا تقدر قيمته بحوالي 80 مليون أورو. ووفقا لمصادر مقربة من القصر، فهو قصر يتمتع بإطلالات مميزة على برج إيفل، تم اقتناءه منذ ما يزيد قليلا على ثلاث سنوات.
لكن ممتلكاته في الدولة الفرنسية لا تقتصر عند هذا الحد، إذ يمتلك أيضا قلعة في مدينة بيتز (تبعد 70 كيلومترا من باريس)، اشتراها والده الحسن الثاني عام 1972. ويمتلك أيضا في الدولة الفرنسية قلعة تبلغ مساحتها 70 هكتار، تضم ما يصل إلى 1200 شخص، مخصص حصريًا لسكن العائلة المالكة.
السيارات الفاخرة والطائرات والساعات
ومن بين ممتلكاته المادية الفاخرة، يمتلك محمد السادس باديس 1، أحد أكبر اليخوت الشراعية في العالم، يرسو في الدار البيضاء، والذي تبلغ قيمته 90 مليون أورو. علاوة على ذلك، يحوز أيضًا على مجموعة مهمة من الساعات، بما في ذلك واحدة مصنوعة من الذهب الأبيض ومرصعة بـ 1075 ماسة، والتي يعتقد أن سعرها يتراوح بين نصف مليون ومليون يورو.
ومن هواياته الأخرى حبه الكبير للسيارات. ومن بين سياراته الفاخرة البالغ عددها 600 سيارة – والتي تقدر قيمتها بستة ملايين يورو – تبرز السيارات الرياضية إلى حد كبير، على خلاف والده وجده، حيث أنهما كانوا “مكتفين” بسيارات رولز رويس وكاديلاك.
وبما أنه لا يمكن أن يتصور الأمر خلافا ذلك، يمتلك الملك طائرتين خاصتين من طراز بوينج (737 و747)
للقيام برحلاته، بالإضافة إلى طائرة هيركوليس س-130، اعتمادًا على عدد الأشخاص المسافرين والهدف من الرحلة. وأخيرًا، يمتلك القصر الملكي أيضًا طائرتين من طراز جلف ستريم (550 و650)، يمكن اقتناؤها مقابل 57 مليون يورو.
ومن أين يأتي مصدر كل هذه الثروة؟
لتجميع هذا الكم الهائل من الممتلكات، يسيطر ملك المغرب، بالاضافة إلى المواريث الملكية، على أكبر مجموعة مالية في البلاد “المدى”، وهي أهم شركة في المغرب.
وتشير التقديرات إلى أن الملك المغربي ضاعف ثروته خمس مرات في السنوات التسع الأولى من حكمه، وهو أمر لا يمكن تفسيره إلا بفضل العروض المقدمة له، حيث أن محمد السادس يسيطر على الشركة الوطنية للاستثمار، التي تستفيد من الأسواق العامة، وبالتالي يمكنك بهذه الطريقة أن يمنح كل ما تريده مجموعته المالية.