قضايا سياسية

هل تقترب السعودية من تطبيع العلاقات مع إسرائيل ؟

تسعى السعودية للحصول على ضمانات أمنية، ودعم لبرنامج نووي مدني، والحصول على أسلحة، مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وصف أول سفير سعودي لدى دولة فلسطين، الثلاثاء، العرض العربي المقدم منذ سنوات، الأرض مقابل السلام، بأنه يشكل الركيزة الأساسية لأي عملية تطبيع العلاقات مع إسرائيل. ويبدو أن ذلك إشارة واضحة إلى أن الرياض لن تتخلى عن القضية الفلسطينية.

وتزايدت التوقعات بشأن التوصل إلى اتفاق تاريخي بين السعودية و إسرائيل بوساطة أمريكية خلال الأسبوع الماضي، على الرغم من أن التوقيت والشروط لا يزال يلفهما الكثير من الغموض.

وفي مقابلة مع فوكس نيوز الأمريكية، أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن المحادثات ما زالت مستمرة مع إسرائيل.

وقال ” نأمل أن تؤدّي إلى نتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين، وتسمح لإسرائيل بأن تلعب دوراً في الشرق الأوسط”.

ويرى مراقبون أن السعودية تسعى للحصول على ضمانات أمنية، ودعم لبرنامج نووي مدني، والحصول على أسلحة، مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ويجري الحديث أن المملكة قد تحتاج إلى تنازلات من الولايات المتحدة و إسرائيل تجاه الفلسطينيين، تشمل عدم ضم الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، ووقف الاستيطان، من بين أمور أخرى.

ويسود أمل في إمكانية توصل إدارة بايدن إلى اتفاق، هذه السنة، بين السعودية وإسرائيل، قبل أن تنشغل بالحملة الانتخابية.

ومن بين العوامل الدافعة، دعوات الرياض وواشنطن إسرائيل وفلسطين، لتحقيق تقدم دبلوماسي، كجزء من أي اتفاق مستقبلي، وهو احتمال لا تستسيغه الحكومة الائتلافية المتشددة في إسرائيل.

وقد قام سفير المملكة العربية السعودية غير المقيم لدى فلسطين، وهو المنصب الذي شغله الشهر الماضي، بأول زيارة إلى مقر الحكومة في الضفة الغربية المحتلة، الثلاثاء، وقدم أوراق اعتماده أيضًا بصفته “قنصلًا عامًا في القدس”.

و لا يخلو منصب قنصل عام من حساسية كبيرة، لأن إسرائيل تعتبر القدس بأكملها عاصمة لها، وترفض مطالبة الفلسطينيين بالقدس الشرقية كعاصمة لدولتهم المستقبلية.

وقال السفير نايف بن بندر السديري إن زيارته “تؤكد مجدداً أن القضية الفلسطينية وفلسطين وشعب فلسطين لهما مكانة مرموقة ومهمة، وأن في الأيام المقبلة ستكون هناك فرصة لتعاون أكبر بين السعودية ودولة فلسطين”.

وفي إشارة إلى احتمال التطبيع مع إسرائيل، قال السديري: “إنه أمر طبيعي بين الدول أن يكون هناك سلام واستقرار”.

وأضاف أن “المبادرة العربية التي طرحتها السعودية عام 2002، تشكل الركيزة الأساسية لأي اتفاق مقبل”.

وبموجب المبادرة العربية، التي تبنتها الدول العربية بإجماع، لن تحصل إسرائيل على أي اعتراف عربي، إلا إذا انسحبت من الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967، وهي الأراضي التي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم المستقلة عليها.

وكانت إسرائيل حريصة على تحقيق المزيد من اتفاقيات السلام مع الدول العربية، دون التنازل عن الأراضي. وهذا بعد أن حصلت على التطبيع من الإمارات العربية المتحدة والبحرين و المغرب، وتحسين العلاقات مع السودان في عام 2020. في المقابل، ظلت المحادثات مع الفلسطينيين مجمدة لعدة سنوات.

وصرح وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أن أي اتفاق تطبيع مع السعودية “سيكون مدعوما من اليمين”، في إشارة إلى الأحزاب القومية الدينية في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي ترفض التنازل عن أراضي الضفة الغربية المحتلة للفلسطينيين .

وفي تصريح له، أعاد نتنياهو التأكيد على موقفه بأن القوة العسكرية والاقتصادية الإسرائيلية، وليس التنازل عن الأرض، هي مفاتيح إدارة الحكم في المنطقة، نظراً لعدة عوامل، من بينها المخاوف العربية المشتركة بشأن صعود إيران.

وقال إنه “بفضل هذه القوة، نردع أعداءنا. وبفضل هذه القوة، نحقق السلام مع جيراننا”.